بالفيديو | تفاصيل حرق القنصلية الإيرانية ومقر الحشد في البصرة
اقتحم محتجون عراقيون مساء الجمعة مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة في احدث تطور للاضطرابات التي تشهدها ثاني اكبر مدن البلاد.
اربيل (كوردستان 24)- اقتحم محتجون عراقيون مساء الجمعة مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة في احدث تطور للاضطرابات التي تشهدها ثاني اكبر مدن البلاد، مما دفع طهران إلى التنديد بما وصفته الهجوم الوحشي وطالبت بغداد بمعاقبة المتورطين.
وحطم المحتجون محتويات المبنى الواقع في حي البراضعية الراقي قبل أن يضرموا النار فيه بالكامل ورددوا هتافات تطالب ايران بالكف عن تدخلها بشؤونهم، لكن وزارة الخارجية العراقية ادانت حادث الاقتحام وقالت في بيان إنه سيلحق الضرر بسمعة البلاد.
وقال محتجون لكوردستان 24 إن مكتب القنصلية كان خالياً لحظة الاقتحام التي وثقها كثير من المحتجين عبر كاميرات هواتفهم الشخصية.
ولا تبدو هناك أي إشارة محتملة للتهدئة بينما يتصاعد الغضب لدى المحتجين لليوم الخامس على التوالي حيث احرقوا مقارا حكومية ومكاتب معظم الاحزاب الشيعية ووسائل اعلام محلية.
ورفع محتجون لافتات كتب عليها "كلا كلا للأحزاب".
وللعديد من الدول قنصليات في البصرة بما فيها الولايات المتحدة. ويقع مقر المكتب القنصلية الامريكية داخل مطار البصرة شديد التحصين.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان العنف ضد البعثات الدبلوماسية ودعت الجميع إلى "تعزيز حق الاحتجاج السلمي وحماية الدبلوماسيين ومنشآتهم".
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي في بيان إن بلاده تندد "بالاعتداء الوحشي" على القنصلية الايرانية، وطالب بإنزال أشد العقوبات بحق الضالعين في الاعتداء.
واستدعت الخارجية الايرانية السفير العراقي لدى طهران للاحتجاج.
وأعرب وزير الخارجية ابراهيم الجعفري في بيان اصدره مكتبه، عن أسفه لاقتحام القنصلية الايرانية.
وفي بيان اصدره فجر السبت، أمر رئيس حكومة تصريف الأعمال حيدر العبادي بـ"إحالة الوحدات الامنية المسؤولة عن حماية المؤسسات العراقية والقنصلية الايرانية في البصرة الى التحقيق لعدم قيامهم بواجباتهم في توفير الحماية اللازمة".
اقتحام مقر الحشد الشعبي
فرضت السلطات الامنية حظرا للتجوال بحدود الساعة العاشرة مساء لكن حركة الاضطرابات والاحتجاجات لم تتأثر قط بالإنذار الامني.
واحرق محتجون مقر الحشد الشعبي، الذي يضم فصائل شيعية مقربة من إيران، بعدما اقتحموه وعبثوا بمحتوياته ورددوا هتافات مناوئة لطهران.
وقال الحشد الشعبي في بيان إن الهجوم "انتهى بحرق المقر بالكامل وتخريب كل ممتلكاته" قبل أن يتوجه "هؤلاء الملثمون إلى مقر مستشفى جعفر الطيار حيث يرقد جرحى ومعاقو الحشد الشعبي، وقاموا أيضا بتخريب المبنى والاعتداء بالضرب على الراقدين هناك".
وأشار الحشد في بيانه الى أن المتظاهرين قاموا "بسرقة الأجهزة الطبية" في المستشفى. ولم يتسن لكوردستان 24 التحقق من دقة الرواية.
ولا يبدو أن المتظاهرين التزموا بدعوة مرجع الشيعة علي السيستاني بضرورة تجنب حرق المقار العمومية والخاصة في مدينتهم.
وقال قيس الخزعلي وهو قيادي في الحشد الشعبي للصحفيين إن الفصائل الشيعية ستتدخل اذا وصلت الأمور الى الانفلات وتهديد السلم الأهلي في البصرة.
ومن شأن أي تحرك من هذا القبيل أن يفجر اقتتالا اهليا في الجنوب الذي يعتبر معقل الشيعة المهمل منذ سنوات طويلة.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات في البصرة يوم الاثنين الماضي قتل 12 متظاهرا وأصيب العشرات بينهم عدد من افراد الأمن.
ويتصاعد الغضب بين السكان بينما يحاول ساستهم تشكيل حكومة في مهمة صعبة للغاية حيث تتنافس كل من طهران وواشنطن على أن تكون حكومة حليفة لكل منهما.
واتهم السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها احد مساعديه، السياسيين العراقيين بالسماح للاجنبي بالتدخل وقال ايضا إن الحكومة الجديدة ينبغي أن تكون مختلفة وليس كما اُعتمد في السابق.